يعتبر يوم 28 أبريل يومًا سيئًا لن ينساه أي مستثمر في موقع تويتر، فهو اليوم الذي انخفضت فيع أسهم الموقع بنسبة 20% في يوم واحد، وهو اليوم الذي تحطم فيه حلم أن يصبح موقع تويتر بمثابة موقع جوجل القادم. وكأنما لم يكن ذلك كافيًا بوصفه مأساة لسهم واحد، فمنذ أسبوعين فقط اضطر المدير التنفيذي الشهير، ديك كوستولو، على للاستقالة وسط تصاعد للضغوط من قبل المستثمرين القلقين.
تدار الشركة حاليًا تلقائيًا بحثًا عن قائد جديد، ومستثمرين جدد. ويميل المستثمرون إلى طرح السؤال التالي: بعد كل هذه الدراما والانهيار في سعر الأسهم، هل ينبغي شراء أم بيع تويتر؟
حبر أحمر في كل مكان
إذًا، ما الذي يُشعر المستثمرين بالقلق حيال سهم موقع التواصل الاجتماعي؟ إنه انعدام القدرة على إنتاج أرباح للمساهمين فيه. فبينما كانت شركة تويتر تنمو بسرعة ثابتة، إلا أن خسائر الشركة كانت أكبر. وبخلاف موقع فيسبوك، عملاق التواصل الاجتماعي والمنافس الأقرب لتويتر، والذي يُعد رابحًا منذ فترة، حيث نشر صافي ربحه على مدار خمس سنوات متتالية، أضاع تويتر تقديرات المحللين بالنجاح المساوي للمرة الأولى في عام 2014.
أما بالنسبة للمستثمرين، فأشار ذلك بوضوح إلى أن هناك مشكلة في الإدارة لدى تويتر. وما يخشاه المستثمرون هو أن تعكس هذه الخسائر، التي تكبدتها الشركة بسبب نفقات الأبحاث والتطوير الباهظة والتكاليف الإدارية الأخرى، ثقافة الشركة. إذا كانت التكاليف الإدارية وتكاليف الأبحاث والتطوير مرتفعة للغاية، فربما كانت ثقافة الشركة هي زيادة الصرف وانعدام المساءلة. ولكن من وجهة نظر المستثمرين، فإنه لا يوجد أسوأ من المشكلة الثقافية في أي شركة لأنها الأصعب في تغييرها، حتى وإن كان المدير التنفيذي الجديد لتويتر، الذي لم يتم العثور عليه بعد، موهوب للغاية.
النمو ما زال ثابتًا
ولكن لا تسير جميع الأمور بشكل سيء في تويتر. ففي الواقع، بينما سيضطر المدير التنفيذي الجديد للشركة العمل بكد لتغيير حال الشركة، لا يزال هناك بصيص أمل. وهذا الأمر ليس في مكاسب الشركة، بل في عائداتها. عند أخذ مستخدمي تويتر النشطين في الحسبان (المصدر ستاتيستا) ومقارنة ذلك بنمو العائدات، نجد اتجاه واضح.
إن عدد المستخدمين النشطين وعدد العائدات لكل مستخدم، وهما مؤشران هامان لمدى نجاح الشبكة الاجتماعية، ينموان بثبات حتى الآن. ويعني ذلك بوضوح أن تحت السطح، يُبلي تويتر حسنًا ما يدل على أنه من خلال المزيد من الكفاءة والفعالية توجد فرصة حقيقية ليس فقط للاستقرار بل أيضًا لتحويلها إلى شركة رابحة، إذا أنفقت تكاليف أقل فقط.
البيع الآن، والشراء لاحقًا؟
ومع ذلك، وبالرغم من هذا البصيص من التفاؤل، يوجد الكثير من العمل الذي يجب إنجازه وسيستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تتمكن شركة تويتر من التحول إلى شركة رابحة. ويعني ذلك أنه حتى وإن تم تعيين مدير تنفيذي جديد شهير، ما زال من الممكن أن تكون الإيرادات في الربعين الأولين التاليين مخيبة للآمال ومن المرجح أن يستمر ضغط البيع على السهم وربما يدفعه لينخفض حتى يصل إلى 29.5.
وبالتالي، فإن ذلك يثبت وجهة النظر القائلة أنه في هذه اللحظة ما زالت شركة تويتر لا زالت صفقة بيع رابحة. ولكن بمجرد أن يصل السهم إلى هذا الانخفاض، فإن أي علامة على وجود تحول في الأرباح ستكون أول طلقة خضراء، وهي إشارة إلى أن السهم على مسار أعلى. ومن هنا، من خلال الآليات الحالية، فإن اللعبة هي بيع تويتر الآن وشرائها لاحقًا عندما تكون أرخص.